إحنا شعب بطابعه

دايما بتسمع جملة “إحنا شعب كذا بطابعه”. أيا ما كانت الصفة .. متدين .. جاهل .. طائفي .. طيب .. أو شئ أخر. أنا مش متفق أو مختلف مع أيا من الصفات ديه ومش هأعلق علي التعميم اللي حاصل من وصف شعب كامل بصفة واحدة. اللي أنا عايز أعلق عليه هنا هو العقلية اللي وراء الجملة ديه. الجملة ديه هدفها إستنتاج شئ ما هيحصل في المستقبل بناءا علي إتصاف الشعب بهذه الصفة. هو شعب متدين بطبعه إذن هو يسعي لحكم رجال الدين مثلا. شعب جاهل بطبعه إذن هو يستحق اللي بيحصل له. وهكذا.

العقلية اللي وراء الجملة ديه هي عقلية طبقية قائمة علي فكرة إن كل واحد مصيره محدد بما ولد فيه. من ولد جاهلا ستكون حياته بالشكل الفلاني ويستحق هذا المصير. الطبقية ليست فقط الغني والفقر وإنما أصلا أن الغني سيظل غنيا وأن الفقير سيظل فقيرا.

إذا إخترت أن يكون للثورة المصرية هدفا واحدا سأختار أن يكون الهدف أن تحكم فكرة أنك لست سجين ظروف نشأتك. إذا ما ولدت في فقر أو جهل أو طائفية أو أي مشكلة أو علة فأنت تستطيع أن تخرج من هذا وترتقي إلي ما هو أفضل. إذا ما بذلت المجهود فالمجتمع والدولة تسعي دائما أن تضمن لك أن ترتقي إلي ما هو أفضل.

بصرف النظر عن طبع الشعب، الأهم هو ما يسعي إليه هذا الشعب. لسنا ضحية ظروفنا ولا نشأتنا. إحنا في إيدينا إننا نكون أحسن.

إنشر
%}